تصدرّت رياضة بارالمبياد تنس الكراسي المتحركة محركات البحث على “غوغل” خلال الساعات الأخيرة، وذلك تزامناً مع استمرار الألعاب البارالمبية باريس 2024، وأيضاً احتفال “غوغل” باللعبة بتصميم صورة رمزية خاصة تعبّر عن هذه الرياضة.
وتُعتبر رياضة تنس الكراسي المتحركة من أكثر الرياضات شعبية بين الرياضيين ذوي الإحتياجات الخاصة، وتشترك في العديد من القواعد مع التنس التقليدي، مع وجود بعض التعديلات لتتناسب مع استخدام الكراسي المتحركة.
وارتفع معدل البحث بداية من الشهر الجاري حتى وصل الى أعلى معدلاته بعد تصميم “غوغل” لصورة رمزية عن رياضة تنس الكراسي المتحركة على صفحته الرئيسية.
ويشارك لاعبو تنس الكراسي المتحركة في مجموعة من البطولات العالمية المرموقة، بما في ذلك بطولات “الغراند سلام” مثل ويمبلدون، أميركا المفتوحة، أستراليا المفتوحة، وفرنسا المفتوحة.
وتوفر هذه البطولات فرصة للاعبين للتنافس على أعلى المستويات الى جانب أفضل لاعبي التنس في العالم. كما تُنظّم بطولات خاصة بتنس الكراسي المتحركة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة المضرب على الكراسي، الذي يكرّس جهوده لتطوير ودعم هذه الرياضة على المستوى الدولي.
تشبه قواعد تنس الكراسي المتحركة إلى حدٍّ كبير قواعد التنس التقليدي، مع بعض التعديلات التي تأخذ بعين الاعتبار استخدام اللاعبين للكراسي المتحركة. ومن أبرز هذه التعديلات السماح للكرة بالارتداد مرتين قبل إرجاعها. يمكن أن يكون الارتداد الأول داخل الملعب، بينما يمكن أن يكون الثاني خارج الخطوط، مما يعطي اللاعبين مزيداً من الوقت للتحرك والوصول إلى الكرة.
يتطلّب تنس الكراسي المتحركة مهارات وتكتيكات خاصة، حيث يعتمد اللاعبون على تحريك الكراسي المتحركة بيد واحدة أثناء حمل المضرب باليد الأخرى. لذا، يتمتع اللاعبون بلياقة بدنية عالية وقوة تحمّل كبيرة، إضافةً إلى ردود فعل سريعة وقدرة على التخطيط الاستراتيجي.
تُستخدم كراسي متحركة خاصة في هذه الرياضة، وهي مصمّمة بطريقة تُمكّن اللاعبين من التحرك بسرعة ومرونة على أرض الملعب. هذه الكراسي خفيفة الوزن وتتمتع بزاوية مائلة تسمح بالاستدارة السريعة والتوقف الفوري، مما يسهل تنفيذ الحركات الرياضية الدقيقة.
تنس الكراسي المتحركة ليست مجرد رياضة تنافسية، بل هي وسيلة لتعزيز الإندماج الاجتماعي والتمكين للأشخاص ذوي الاحتياجات. ويُشجَّع المشاركون في هذه الرياضة على التحدي وتحقيق الإنجازات الشخصية، مما يعزّز من ثقتهم بأنفسهم ويُساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى قدراتهم.
شهد تنس الكراسي المتحركة تطوراً كبيراً منذ بدايته في سبعينيات القرن الماضي، حيث ازداد عدد اللاعبين المحترفين والمنافسات المخصّصة لهم. كما اكتسبت هذه الرياضة اعترافاً عالمياً بفضل الجهود المبذولة من قبل اللاعبين والمنظّمات المعنية برياضة ذوي الهمم.
بالفعل، يعدّ تنس الكراسي المتحركة مثالاً رائعاً على قدرة الرياضة على تجاوز الحدود التقليدية والاحتفاء بالتنوّع البشري، مما يثبت أن الإعاقة ليست عائقاً أمام التميّز والنجاح في الحياة الرياضية.